"الأمم المتحدة الإنمائي" يطلق عملية إنقاذ لمستشفى "المعمداني" في غزة
إزالة الأنقاض وإعادة تفعيل أقسام الطوارئ والعلاج الطبيعي
في قلب الركام الذي خلفته الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتكررة على مدينة غزة، أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عملية دعم طارئة لإعادة الحياة إلى مستشفى الأهلي المعمداني، أحد آخر المرافق الصحية العاملة في شمال قطاع غزة.
وقال أليساندرو ماراكشي، مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة، في تصريحات خلال زيارة ميدانية إلى المستشفى يوم الاثنين، إن العمل يتركز حالياً على إزالة الأنقاض وإعادة تشغيل قسم الطوارئ والعلاج الطبيعي، مشدداً على أهمية الحفاظ على استمرار هذه الخدمات الصحية القليلة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
أوضح ماراكشي أن البرنامج نشر 70 موظفاً في وحدات مختلفة داخل المستشفى، عبر برنامج "مساعدة الشعب الفلسطيني" الذي يهدف إلى توفير فرص عمل طارئة ودعم المؤسسات الحيوية المنهارة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
نقص حاد في المستلزمات
داخل مستشفى الأهلي، الذي تحول قسم منه إلى خيام طبية، يقبع المصاب عامر أبو صفية على سرير ميداني متواضع، يشكو من جروح مفتوحة لم تُغطّ منذ عشرين يوماً قال: “لا يوجد دواء، لا ضمادات، لا أطباء كافون. نحن ننزف دون علاج، نناشد الجميع أن يُنقذونا".
في ظل العجز الطبي، يفقد الكثيرون حياتهم أمام أعين ذويهم، ويضطر الشبان إلى حمل جثامين أحبائهم بأيديهم، في مشهد يعكس مأساة يومية في باحة المستشفى المحاصرة بالدمار.
"غزة مدمّرة بالكامل".. شهادات من قلب الانهيار
يروي محمد الزيتي كيف اضطر إلى حمل ابنه المريض بين الأنقاض من مستشفى الشفاء إلى مستشفى الأهلي، ليكتشف أن كليهما بالكاد يعمل، وقال: "لا شيء صالح للعيش في غزة، نناشد العالم أن يقف معنا لإعادة بناء المستشفيات والبنية التحتية ورفع الحصار والجوع عنا."
94% من مستشفيات غزة خارج الخدمة
تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 94% من مستشفيات قطاع غزة خرجت عن الخدمة نتيجة الدمار ونقص الوقود والإمدادات الطبية، في وقت تتسارع فيه الغارات الجوية والنزوح الجماعي.
رغم هذه التحديات، تواصل مؤسسات أممية كبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الصحة العالمية العمل على الأرض، محاولة الحفاظ على ما تبقى من النظام الصحي، إلا أن الظروف الميدانية تضعف قدرتها على الاستجابة الكافية.
منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، يتعرض قطاع غزة لهجمات متواصلة دمّرت بنيته التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء، ويواجه النظام الصحي انهياراً وشيكاً، إذ تعاني معظم المرافق من نقص شديد في الأدوية والوقود والأطقم الطبية، وتُعد مستشفى الأهلي المعمداني واحدة من آخر نقاط الضوء في شمال القطاع، وسط حصار خانق وتضاؤل فرص الوصول إلى أي نوع من الرعاية.